لا يمكن أن تنهض الثروة الحيوانية بدون غطاء أخضر للأرض.

لا يمكن أن تنهض الثروة الحيوانية بدون غطاء أخضر للأرض

تُعد الثروة الحيوانية أحد أعمدة الأمن الغذائي والتنمية الزراعية، فهي توفّر اللحوم، الألبان، الجلود، وحتى السماد العضوي. غير أن هذه الثروة لا يمكن لها أن تزدهر وتستمر ما لم تكن الأرض التي ترعاها مكسوةً بغطاء نباتي كافٍ، طبيعيًا كان أم مزروعًا.

فالغطاء الأخضر ليس مجرد منظر جمالي، بل هو الحلقة الأهم في سلسلة الإنتاج الحيواني. النباتات العلفية والمراعي الطبيعية تمثل المصدر الأساسي لتغذية الحيوانات، خصوصًا الأبقار والأغنام والماعز والإبل. وكلما توفر هذا الغطاء بنوعية جيدة وكثافة مناسبة، كلما زادت الإنتاجية الحيوانية وجودتها.

العلاقة بين الغطاء النباتي والثروة الحيوانية

1. الغذاء الطبيعي:

تعتمد الحيوانات بشكل أساسي على النباتات في تغذيتها اليومية. من دون مراعي، يُجبر المربون على شراء الأعلاف الصناعية، التي قد تكون مكلفة وغير متوازنة غذائيًا.

2. خفض التكاليف وزيادة الإنتاج:

عندما يتوفر الغطاء النباتي، يقل اعتماد المربي على الأعلاف الجاهزة، وتنخفض التكاليف التشغيلية، ما يساهم في تحسين الدخل واستدامة المشروع.

3. الصحة الحيوانية:

التنوع النباتي في المراعي يوفر تغذية متوازنة تعزز مناعة الحيوانات وتقلل من حاجتها إلى العلاجات الدوائية.

4. حماية البيئة ومنع التصحر:

المراعي الطبيعية تحافظ على التربة من التعرية، وتُقلل من ظاهرة التصحر التي تهدد كثيرًا من الدول ذات المناخ الجاف أو شبه الجاف.

5. دورة الزراعة والرعي:

الغطاء الأخضر الناتج عن زراعة المحاصيل العلفية يندمج مع الزراعة بشكل متكامل، إذ يمكن استخدام السماد الحيواني لتحسين التربة، وبالتالي تحقيق دورة إنتاج مستدامة.

نحو مستقبل متوازن

إن الاهتمام بالغطاء النباتي يجب أن يكون جزءًا من أي خطة وطنية لتطوير الثروة الحيوانية. ويشمل ذلك:

إعادة تأهيل المراعي المتدهورة.

تشجيع زراعة الأعلاف في المناطق الزراعية.

ترشيد الرعي لمنع الاستنزاف المفرط للنباتات الطبيعية.

التوعية بأهمية التكامل بين الزراعة وتربية الحيوان.

الخلاصة

لا يمكن بناء ثروة حيوانية قوية من دون غطاء نباتي يغذيها، ويحمي الأرض، ويدعم التنوع البيئي. الغطاء الأخضر هو الأساس، وبدونه، تنهار المنظومة من جذورها.

هل ترغب بنسخة قابلة للطباعة أو مشاركتها على وسائل التواصل؟