لماذا لا تعد الدول محاصيل الخضروات كمحاصيل استراتيجية؟

لماذا لا تعد الدول محاصيل الخضروات كمحاصيل استراتيجية؟

الإجابة  تتعلّق بعدّة عوامل اقتصادية وسياسية واستراتيجية. عمومًا، لا تُعدّ محاصيل الخضروات من "المحاصيل الاستراتيجية" في معظم الدول للأسباب التالية:

---

1. قصر دورة الإنتاج وسرعة التلف

محاصيل الخضروات سريعة النمو نسبيًا ويمكن زراعتها عدة مرات في السنة.

لكنّها أيضًا سريعة التلف ولا يمكن تخزينها لفترات طويلة دون تبريد ومعالجة، بخلاف محاصيل مثل القمح أو الذرة أو الأرز التي تُخزّن شهورًا وربما سنوات.

---

2. ضعف الاعتماد عليها في الأمن الغذائي طويل الأمد

المحاصيل الاستراتيجية تُختار بناءً على دورها في تحقيق الأمن الغذائي (كالاكتفاء من الكربوهيدرات أو البروتين النباتي).

الخضروات مهمّة صحيًا، لكنها ليست المصدر الأساسي للطاقة أو الغذاء الأساسي في معظم الأنظمة الغذائية.

---

3. التقلبات العالية في الأسعار والإنتاج

إنتاج الخضروات يتأثر جدًا بالعوامل المناخية والطلب، ما يجعل أسعارها متقلبة جدًا.

هذا يصعّب إدراجها ضمن خطة استراتيجية طويلة المدى.

---

4. قلة دورها في التجارة الدولية طويلة الأجل

الدول عادة تعتبر المحاصيل التي تدخل في التجارة الدولية بكميات ضخمة (كالقمح، الذرة، القطن) محاصيل استراتيجية.

صادرات الخضروات تكون محدودة بسبب قابليتها للتلف، وكلف النقل والتخزين المبرد.

---

5. قلة استخدامها في الصناعات الكبرى

المحاصيل الاستراتيجية غالبًا ما تدخل في صناعات ضخمة (كصناعة الخبز، الأعلاف، الزيوت، الطاقة الحيوية).

الخضروات لا تُستخدم بهذا الشكل الصناعي الواسع.

---

استثناءات:

بعض الدول قد تُعامل محاصيل خضروات معينة على أنها "شبه استراتيجية" إذا كانت:

مصدر دخل تصديري مهم (مثل الطماطم في المغرب أو مصر).

أو جزء من ثقافة غذائية وطنية أو أمن غذائي خاص (كالطماطم أو البطاطا في بعض البلدان).