تعرف على أسباب تعفن الطرف الزهري في ثمار التمر وطرق الوقاية والعلاج لضمان جودة المحصول.
تعفن الطرف الزهري في التمر: أسبابه وطرق الوقاية منه
مقدمة
يواجه الكثير من مزارعي النخيل ظاهرة مؤسفة تظهر على بعض ثمار التمر وهي تعفن الطرف الزهري أو ما يعرف بـ"Blossom-End Rot" حيث تبدأ ثمرة التمر بالتلون الداكن من الأسفل ثم تذبل تدريجيًا وتفقد قيمتها التسويقية والغذائية ولأن هذه المشكلة قد تؤثر على جودة المحصول بأكمله فإن التعرف على أسبابها وطرق معالجتها أصبح ضرورة ملحة في إدارة البساتين الحديثة
أعراض تعفن الطرف الزهري
تبدأ الأعراض بظهور بقعة بنية داكنة أو سوداء عند قاعدة الثمرة من جهة الزهرة تتسع تدريجيًا مع تقدم الإصابة لتتحول المنطقة المصابة إلى نسيج طري ومتهتك أحيانًا ما تنبعث منه رائحة كريهة إذا تفاقمت الحالة وقد يظهر تذبل موضعي أو تشقق خفيف في الجزء المصاب مما يسهل دخول المسببات المرضية الثانوية مثل الفطريات أو البكتيريا
الأسباب الفسيولوجية
غالبًا ما يكون السبب الرئيسي لتعفن الطرف الزهري فسيولوجيًا ناتجًا عن نقص عنصر الكالسيوم في الثمرة الكالسيوم يلعب دورًا أساسيًا في تكوين جدر الخلايا وعند اضطراب توزيعه داخل النخلة تتعرض الأنسجة في نهاية الثمرة للانهيار السريع وتجدر الإشارة إلى أن المشكلة لا تكون دائمًا بسبب نقص الكالسيوم في التربة بل بسبب اضطراب في امتصاصه أو نقله داخل النبات خاصة عند تقلب مواعيد الري أو في حالات الإجهاد المائي
أثر الري غير المنتظم
يُعد الري غير المنتظم من العوامل التي تفاقم هذه الظاهرة إذ أن تعريض النخيل لفترات عطش طويلة ثم ريه بكميات كبيرة من الماء يربك النظام الفسيولوجي للنخلة ويمنعها من امتصاص العناصر الغذائية بالكفاءة المطلوبة خاصة الكالسيوم والمغنيسيوم وهذا ما يُبرر حدوث الظاهرة في بعض البساتين رغم توفر العناصر بالتربة
الأسباب المرضية الثانوية
في بعض الأحيان يكون تعفن الطرف الزهري مدخلًا للعديد من المسببات المرضية الفطرية مثل فطر الريزوبس أو الأسبرجلس والتي تهاجم النسيج الضعيف عند قاعدة الثمرة وتسرع في عملية التلف خاصة إذا كانت الظروف الجوية مناسبة من حيث الرطوبة ودرجة الحرارة كما تزداد احتمالية الإصابة عند وجود جروح سطحية ناتجة عن الحشرات أو الرياح أو حتى الأدوات الزراعية
دور الحشرات في تفاقم المشكلة
تلعب بعض الحشرات دورًا غير مباشر في نقل أو تفاقم تعفن الطرف الزهري ومن أبرزها دودة البلح وخنفساء ثمار النخيل حيث تقوم هذه الحشرات بثقب قشرة الثمرة مما يفتح المجال أمام دخول الفطريات والبكتيريا إلى داخل الثمرة لذلك فإن مكافحتها في الوقت المناسب تُعد خطوة مهمة لحماية المحصول
الوقاية والعلاج
للوقاية من تعفن الطرف الزهري يُنصح أولًا بضبط برنامج الري بشكل دقيق بحيث لا تتعرض التربة للجفاف الشديد ولا للتشبع الزائد بالماء كما ينبغي إجراء تحليل دوري للتربة ومراقبة مستويات الكالسيوم والمغذيات الدقيقة الأخرى وفي حال التأكد من وجود نقص يمكن استعمال رشات وقائية بالكالسيوم المخلبي خلال مراحل العقد وتكوين الثمار كما يُستحسن تحسين التهوية حول العذوق وتخفيف حمل النخلة لتقليل الإجهاد عليها ومن المفيد أيضًا إزالة الثمار المصابة أولًا بأول ورش مبيدات فطرية عند الضرورة وتحت إشراف مهندس زراعي متخصص
خاتمة
يُعد تعفن الطرف الزهري في التمر أحد التحديات الفسيولوجية الشائعة التي تؤثر على إنتاجية النخيل وجودة الثمار لكنه مشكلة قابلة للإدارة والوقاية إذا ما اتُبعت الممارسات الزراعية الصحيحة واعتُمِدَ على التحاليل الدقيقة والري المنتظم والتغذية المتوازنة وبذلك يمكن الحفاظ على جودة الثمار وتعزيز العائد الاقتصادي من بساتين النخيل.
إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"
شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة
لا تنسى متابعة مدونتنا قسم ( النخيل ) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق