هل تعلم لماذا يقوم بعض الفلاحين بدق مسمار في جذع شجرة التفاح؟ تعرف على الأسباب العلمية والممارسات الزراعية التي تقف خلف هذا السلوك المثير للدهشة
الصورة للمؤلف للمقالة
لماذا يدق الفلاحون مسمارًا في جذع شجرة التفاح؟
في بعض المناطق الزراعية وخاصة بين الفلاحين ذوي الخبرة، تنتشر عادة غريبة قد تثير استغراب من يشاهدها لأول مرة وهي دق مسمار حديدي في جذع شجرة التفاح وتبدو الفكرة مجنونة للوهلة الأولى لكنها في الحقيقة تستند إلى ملاحظات وتجارب طويلة ولها تفسيرات علمية تستحق التعمق
تحفيز الشجرة للإثمار
من أبرز الأسباب التي تدفع الفلاحين لاستخدام هذه الطريقة هي محاولة تحفيز شجرة التفاح على الإزهار والإثمار خصوصًا إذا كانت الشجرة قد بلغت سن الإنتاج ولكنها لم تبدأ بالإثمار بعد ففي بعض الحالات تدخل الشجرة في حالة راحة أو ما يسمى علميًا بـ "الكمون المفرط" نتيجة نقص في توازن الهرمونات النباتية وعندما يُحدث المزارع جرحًا في جذع الشجرة من خلال دق المسمار فإن الشجرة تفسر هذا الضرر كتهديد فتبادر بإطلاق هرمونات دفاعية ومن بينها الإيثيلين الذي قد يساهم في تحفيز التزهير
التأثير الفسيولوجي على العصارة النباتية
عندما يُدق مسمار في جذع الشجرة فإنه يتسبب في اضطراب محدود في مرور العصارة النباتية داخل الأنسجة الوعائية وهذا التغير قد يدفع الشجرة لإعادة توزيع مواردها الداخلية والتركيز على إنتاج الزهور والثمار بدلاً من النمو الخضري المفرط وهذا يفسر لماذا يعتمد بعض الفلاحين هذه الطريقة كوسيلة لتحفيز الشجرة على الإنتاج خصوصًا في الأشجار التي تكون قوية النمو لكنها قليلة الثمار
زيادة نسبة الحديد في التربة المحيطة بالجذور
المسمار الحديدي المدقوق في الجذع قد يتعرض للتآكل مع الوقت ويفرز كميات صغيرة جدًا من أيونات الحديد التي تمتصها الشجرة عبر الجهاز الوعائي ونظرًا لأن الحديد عنصر غذائي دقيق ضروري لتكوين الكلوروفيل في الأوراق ولتحفيز عمليات البناء الضوئي فإن هذه الإضافة الموضعية قد تكون مفيدة للأشجار التي تعاني من فقر الحديد أو تظهر عليها علامات الاصفرار أو الكلوروز
دور المسمار في مقاومة بعض الأمراض
يعتقد بعض الفلاحين أن هذا الإجراء قد يساهم في تقوية مناعة الشجرة ضد بعض الأمراض الفطرية أو البكتيرية حيث يُحدث الجرح استجابة دفاعية تعزز من نشاط الجهاز المناعي النباتي فتنتج الشجرة مركبات كيميائية واقية مثل الفينولات والتانينات التي تعمل كحواجز طبيعية ضد الأمراض ورغم أن هذه الفكرة ما زالت موضع جدل إلا أنها تلقى قبولاً واسعًا بين المزارعين الذين لاحظوا تحسنًا في صحة الأشجار بعد تنفيذ هذه العملية
هل ينصح بها دائمًا؟
ورغم كل ما سبق من تفسيرات وتجارب إلا أن هذه الطريقة لا تُعد حلاً سحريًا لكل مشكلات شجرة التفاح ويجب استخدامها بحذر وتحت ظروف معينة إذ أن إحداث جرح في جذع الشجرة قد يفتح الباب لدخول بعض الآفات أو الفطريات الضارة إذا لم تتم معالجته بشكل جيد لذا يُفضل استشارة مهندس زراعي قبل تنفيذها خاصة في الأشجار الصغيرة أو الضعيفة كما يُنصح بتعقيم المسمار قبل استخدامه واختيار مكان الجرح بعناية بعيدًا عن أماكن التفرع الرئيسية
خلاصة
دق مسمار في جذع شجرة التفاح ليس مجرد تقليد غريب بل قد يكون له أثر فسيولوجي حقيقي على نمو الشجرة وقدرتها على الإثمار فهو يجمع بين الحكمة الشعبية والخبرة الزراعية وبعض الأسس العلمية ومع ذلك يجب توخي الحذر وعدم الاعتماد عليه كحل وحيد بل كجزء من منظومة متكاملة لرعاية الأشجار
إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"
شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة
تابع قسم (الفاكهة) في مدونتنا لمعلومات أكثر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق