تعرف على الأسباب العلمية التي تجعل فصل الصيف غير مناسب لزراعة الأشجار، وما هو التوقيت الأفضل لضمان نجاح الشتلات ونموها..
مقدمة
في ظل التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة في العديد من المدن العربية، يتجه الكثيرون للتشجير الحضري أملاً في خلق بيئة أكثر خضرة وانتعاشًا لكن ما يغيب عن البعض أن توقيت الزراعة لا يقل أهمية عن نوع الشجرة ومكانها فاختيار فصل الصيف لغرس الأشجار قد يؤدي إلى نتائج عكسية تمامًا تهدد حياة الشتلات وتؤخر نجاح المشروع
درجات الحرارة المرتفعة وتأثيرها على الشتلات
تصل درجات الحرارة خلال الصيف إلى أكثر من 45 درجة مئوية خاصة في المدن والمناطق الحضرية حيث تكتسب الأرصفة والأسفلت حرارة إضافية مما يحوّل التربة إلى بيئة خانقة تفقد فيها الشتلة القدرة على التنفس والامتصاص الحراري ويؤدي ذلك إلى ذبول سريع للأوراق وتوقف في النمو الجذري
تبخر الماء قبل وصوله إلى الجذور
في هذه الظروف الحارة، يتبخر الماء بمجرد وصوله إلى سطح التربة أو حتى قبل أن يخترقها بعمق وهذا يعني أن عملية الري تفقد فاعليتها وتصبح غير مجدية إذ لا تحصل الجذور على ما يكفي من الرطوبة لدعم عملية النمو مما يؤدي إلى جفاف الجذور وموت الشتلة خلال أيام معدودة
الصدمة الحرارية وتأثيرها على المجموع الخضري
الأشجار المزروعة حديثًا لم تعتد بعد على الظروف البيئية المحيطة وارتفاع الحرارة المفاجئ قد يصيبها بما يسمى بالصدمة الحرارية وهي حالة تتلف فيها الأنسجة النباتية بسبب الفارق الكبير بين درجة حرارة التربة والهواء المحيط مما يؤدي إلى اصفرار الأوراق وتساقطها وتوقف العمليات الحيوية الأساسية في النبات
الرياح الساخنة والانعكاسات الحضرية
الرياح الجافة والساخنة التي تسود خلال فصل الصيف تزيد من تبخر الماء من سطح الأوراق وتسبب إجهادًا إضافيًا للشتلة كما أن وجود الإسمنت والبلاط المحيط بمناطق الزراعة يؤدي إلى عكس الحرارة واحتباسها حول قاعدة النبات مما يضاعف من الضغط الحراري الواقع على الشجرة الجديدة
التوقيت المثالي لزراعة الأشجار
يُعتبر فصل الخريف هو الوقت الأمثل لزراعة الأشجار تليه فترة الربيع ففي الخريف تكون درجات الحرارة معتدلة والرطوبة الجوية ملائمة مما يمنح الجذور الوقت الكافي للنمو قبل قدوم الصيف القاسي أما الربيع فهو فترة تجدد ونمو طبيعي للنباتات إذا ترافقت مع عناية منتظمة وري معتدل
أهمية التخطيط والوعي في التشجير الحضري
التشجير الحضري مشروع طويل الأمد يتطلب دراية علمية بالتوقيت والأنواع المناسبة وظروف الموقع لذا فإن التسرع في الزراعة في غير وقتها المناسب قد يؤدي إلى خسارة في الموارد والجهود إذ أن العناية بالشتلات لا تكفي ما لم تكن مزروعة في توقيت يدعم نموها واندماجها في البيئة
الخلاصة
زراعة الأشجار في فصل الصيف تحمل معها الكثير من التحديات المناخية والبيئية التي تعيق نمو الشتلات وتقلل من فرص نجاحها ومن الأفضل دائمًا اختيار فصل الخريف أو الربيع لبدء مشروعات التشجير الحضري مع ضرورة دراسة البيئة المحلية واختيار الأنواع المناسبة وتوفير العناية المستمرة
إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"
شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة
لا تنسى متابعة مدونتنا قسم ( معلومات زراعية عامة ) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق