تعرف على الأسباب الحقيقية وراء قلة إنتاج تمر المجهول وأصناف النخيل الراقية، مع حلول علمية عملية لزيادة العائد وتحقيق التوازن بين الجودة والإنتاج.
مقدمة
يعاني العديد من مزارعي النخيل من انخفاض إنتاج تمر المجهول والأصناف الراقية الأخرى، رغم العناية الظاهرة بالنخيل وتوفُّر الظروف الملائمة في كثير من المناطق وهذا التراجع غالبًا لا يعود إلى طبيعة الصنف أو المناخ، بل إلى ممارسات زراعية غير مدروسة تؤثر على الأداء العام للنخلة وتقلل من عوائدها الاقتصادية
إزالة مفرطة للثمار وتداعياتها
تشهد كثير من المزارع إزالة تصل إلى 50–70% من ثمار نخلة المجهول وهي نسبة مرتفعة للغاية تتسبب في تقليل الإنتاج دون مبرر اقتصادي حقيقي إذ تهدف عملية الترشيد عادة إلى تحسين جودة الثمار وليس التضحية بالكمية بهذا الشكل الكبير المعدل المناسب للترشيد يجب ألا يتجاوز 20–30% في الظروف الطبيعية إلا إذا كانت هناك أسباب قاهرة كالإجهاد أو الأمراض
ضعف الإنتاجية رغم النضج الكامل للنخلة
نخلة المجهول أو البرحي أو الخلاص قد تصل إلى مرحلة الإنتاج الكامل بعد خمس سنوات من الزراعة لكن كثيرًا ما تُسجَّل إنتاجية متدنية لا تتعدى 60–70 كغم للنخلة وهذا رقم لا يعكس القدرة الإنتاجية الفعلية التي يمكن أن تتجاوز 120–160 كغم بل قد تصل إلى 200 كغم إذا توفرت شروط الخدمة المثلى من ري وتسميد وتلقيح وتقليم
أخطاء الإدارة الزراعية وراء التراجع
الإدارة الزراعية السيئة تقف في صلب مشكلة ضعف الإنتاج من أبرز هذه الأخطاء التلقيح العشوائي أو المتأخر الذي يؤدي إلى تساقط العذوق أو عدم عقدها التسميد غير المتوازن وخصوصًا نقص الفوسفور والبوتاسيوم الضروريين لنمو الثمار سوء توقيت الري أو نقص كمياته في مراحل حرجة مثل العقد والتحجيم التقليم العشوائي أو المبالغ فيه الذي يضر بتوازن الشجرة إزالة العراجين بطريقة خاطئة تؤثر على تغذية الثمار كما أن الخوف المبالغ فيه من إجهاد النخلة يدفع بعض المزارعين لتقليل الحمل بشكل مبالغ فيه مما يضيع على النخلة فرصة الإثمار الكثيف
التوصيات الفنية لزيادة الإنتاجية
لتحسين إنتاج النخيل خاصة من الأصناف الراقية يُنصح بالاهتمام بالتلقيح اليدوي الفعال باستخدام طلع ذكري عالي الحيوية والالتزام بتوقيته المناسب كما يجب اعتماد الترشيد الذكي بنسبة لا تتجاوز 30% إلا عند الضرورة من الضروري اعتماد برنامج تسميد متوازن يحتوي على العناصر الكبرى (NPK) والعناصر الصغرى مثل الزنك والمغنيسيوم والحديد يجب تنظيم الري بما يتلاءم مع التربة ومرحلة النمو خاصة خلال العقد وتكوين الثمار
التوازن بين الجودة والكمية
يسعى البعض لتحقيق جودة عالية على حساب الكمية وهذا غير منطقي من الناحية الاقتصادية فإنتاج 140 كغم من الثمار الجيدة أفضل من 60 كغم ممتازة ولكن محدودة الإنتاج يجب أن يوازن المزارع بين العائد المالي المتوقع والتكلفة الزراعية المرتفعة في إنتاج الأصناف الراقية فكل عذق يمثل استثمارًا يجب تعظيم مردوده وليس التنازل عنه دون جدوى
أهمية التوثيق والمراقبة المستمرة
من أهم عوامل النجاح في زراعة النخيل المميز هو وجود نظام توثيق دوري يسجل الإنتاج الحقيقي لكل نخلة ونوع المعاملات المنفذة عليها ونتائجها هذا يساعد على تقييم الأداء بشكل علمي وتحديد نقاط الضعف في الخدمة وتحسينها مع الوقت
خلاصة
إن تراجع إنتاج تمر المجهول والأصناف الراقية لا يعني أن هذه الأصناف فاشلة أو مجهدة بطبيعتها بل هو انعكاس لسوء الممارسات الزراعية التي يمكن تصحيحها بسهولة عبر اعتماد تقنيات مدروسة وتقييم اقتصادي دقيق ومتابعة دورية ويستطيع المزارع من خلال التوازن بين الجودة والكمية والإدارة الذكية أن يحقق إنتاجًا وفيرًا وعالي الجودة في الوقت نفسه
إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"
شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة
لا تنسَ متابعة مدونتنا قسم ( نخيل ) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق