تعرف على الأسباب العلمية وراء تجعد ثمار الزيتون وأفضل طرق الوقاية والعلاج لضمان محصول وفير وجودة عالية.
مشكلة تجعد ثمار الزيتون
يعاني الكثير من مزارعي الزيتون من ظاهرة تجعد الثمار أو ما يُعرف بذبول حبة الزيتون خلال الصيف دون معرفة السبب الدقيق لذلك وتكمن الإجابة في ظاهرة فسيولوجية تُعرف باسم "العطش الفسيولوجي" وهي ليست عطشًا تقليديًا ناتجًا عن انقطاع الري بل هي نتيجة اضطراب في قدرة الجذور على امتصاص المياه رغم توفرها أحيانًا وذلك بسبب ظروف بيئية وممارسات زراعية غير مناسبة
ما هو العطش الفسيولوجي؟
العطش الفسيولوجي يحدث عندما تتعرض أشجار الزيتون لدرجات حرارة عالية تفوق قدرة الجذور على امتصاص الماء فيقوم النبات بآلية دفاعية للحفاظ على نفسه إذ تسحب الأوراق الماء من الثمار لتقليل الفقد ومنع الجفاف مما يؤدي إلى انكماش الثمار وتجعدها بشكل ملحوظ خصوصًا خلال ساعات النهار أما في ساعات الليل وعند انخفاض درجات الحرارة تبدأ الثمار في استعادة بعض من حجمها ونضارتها
الأسباب الشائعة لحدوث العطش الفسيولوجي
أولًا الري في وقت الذروة الحرارية أي خلال الظهيرة أو أثناء موجات الحر الشديد وهو وقت غير مناسب لعملية امتصاص الماء لأن التربة تكون ساخنة والجذور متعبة ثانيًا تأخير الري أو تقليل كميته أثناء مراحل امتلاء الثمار والنضج وهي فترة حساسة تحتاج فيها الشجرة إلى كميات كافية من الماء ثالثًا ارتفاع منسوب المياه الجوفية في التربة مما يؤدي إلى اختناق الجذور وضعف قدرتها على امتصاص الماء والمواد الغذائية
كيف نعالج المشكلة؟
الخطوة الأولى هي اختيار الوقت المناسب للري ففي حالة الري بالتنقيط يُفضل أن يكون في ساعات الصباح الباكر أو بعد الغروب مباشرة أما في حالة الري بالغمر فالخيار الأنسب هو الري ليلًا حيث تكون درجات الحرارة منخفضة وتستطيع الجذور امتصاص الماء بكفاءة الخطوة الثانية هي دعم النبات بالأسمدة المحتوية على عنصر البوتاسيوم خلال الفترة الممتدة من العقد إلى الحصاد لأن البوتاسيوم يعزز امتلاء الثمار ويزيد من مقاومتها للذبول والانكماش كما يُنصح بتجنب الري الزائد أو الري في أوقات غير مناسبة لأنه يؤدي إلى نتائج عكسية
أهمية الممارسات الزراعية الوقائية
إلى جانب تحسين مواعيد وكميات الري يجب على المزارعين متابعة حالة التربة ومراقبة الرطوبة باستمرار والتأكد من عدم وجود انسداد في أنظمة الري بالتنقيط كما يُستحسن استخدام نشارة عضوية لتقليل تبخر الماء والحفاظ على برودة التربة خلال أيام الصيف الحارة ومن الضروري أيضًا الحفاظ على توازن التسميد بين العناصر الكبرى والصغرى بما يتناسب مع مرحلة نمو الشجرة
خلاصة
تجعد ثمار الزيتون ليس بالضرورة دليلًا على مرض أو تلف بل هو استجابة فسيولوجية مؤقتة للحرارة المرتفعة وضعف امتصاص المياه وعبر تحسين الري والتسميد والمتابعة الدورية يمكن تفادي هذه الظاهرة والحفاظ على جودة الثمار والمحصول النهائي
إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"
شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة
لا تنسى متابعة مدونتنا قسم ( زراعة الزيتون ) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق