اكتشف كيف استخدم أجدادنا الحُفر الأرضية لتخزين البطاطس بذكاء، وحققوا شروط التخزين المثالية دون تبريد.
التقنية التراثية لتخزين البطاطس
منذ مئات السنين لجأ الفلاحون في الأرياف إلى حيلة بسيطة لكنها عبقرية لتخزين البطاطس بعيدًا عن التلف وهي حفر الأرض ودفن البطاطس داخلها بطريقة مدروسة دون الحاجة لأي أجهزة حديثة وقد أثبتت هذه الطريقة فعاليتها في حفظ المحصول طوال مواسم السنة دون أن يذبل أو يتعفن
شروط التخزين العلمي للبطاطس
تحتاج البطاطس لظروف دقيقة للتخزين الآمن وهي أن تكون في درجة حرارة تتراوح بين 4 و10 درجات مئوية مع رطوبة نسبية معتدلة ومكان مظلم لا يتعرض للضوء أو التهوية الزائدة وذلك لأن الضوء يحفز البطاطس على الإنبات وتحول لونها إلى الأخضر بسبب إنتاج مادة السولانين السامة كما أن الحرارة المرتفعة تؤدي إلى سرعة التلف بينما البرودة المفرطة قد تتسبب في تحول النشا إلى سكر وهو ما يغير طعم البطاطس وجودتها
كيف توفر الحفر الأرضية هذه الشروط؟
عند دفن البطاطس داخل حفرة أرضية مغطاة بطبقة من القش أو التبن ثم التراب يتم عزل المحصول عن الضوء والهواء المباشر كما تحافظ الأرض بطبيعتها على درجة حرارة منخفضة نسبياً طوال السنة حتى في فترات الصيف القاسية فتظل الحفرة باردة ومظلمة ورطبة بشكل معتدل مما يطابق تمامًا شروط التخزين التي يوصي بها خبراء علم ما بعد الحصاد
الفوائد الزراعية لتقنية التخزين الأرضي
هذه الطريقة لا تقتصر على حفظ البطاطس للأكل فقط بل تسهم في إبقاء الدرنات صالحة لإعادة الزراعة في الموسم التالي فهي تحافظ على المحتوى المائي للبطاطس وتمنعها من الذبول وبالتالي تضمن إنباتًا ناجحًا عند زراعتها مجددًا كما تقلل من الفاقد بعد الحصاد وتمنح الفلاح وسيلة طبيعية واقتصادية لتأمين غذائه وبذوره دون الحاجة لمخازن مبردة أو كهرباء مستمرة
ما يقوله الخبراء حول هذه الطريقة
بحسب خبراء ما بعد الحصاد فإن هذه التقنية التقليدية تعد من أنجح طرق التخزين للمزارعين في المناطق الريفية والبيئات منخفضة الإمكانيات حيث تمتاز بكونها صديقة للبيئة وتقلل التكاليف وتوفر ظروف تخزين متوازنة دون تدخل صناعي وهي بذلك تمثل نموذجًا رائعًا من التكيف البشري مع الطبيعة والفهم العميق لخصائص الأرض والمناخ
خلاصة المقال
ما اعتبره البعض تقليدًا قديمًا أثبت العلم الحديث صحته بل وتفوقه في بعض الأحيان على أساليب التخزين الحديثة من حيث الكفاءة والفعالية والاقتصاد فقد كان أجدادنا يمتلكون فهماً عمليًا مبنيًا على التجربة والملاحظة لا يقل أهمية عن ما توفره لنا المختبرات اليوم وهذه المعرفة التراثية تستحق أن تُحفظ وتُدرس ويعاد إحياؤها في زمن تسعى فيه الزراعة إلى التكيف مع التغيرات البيئية والاقتصادية
إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"
شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة
لاتنسى متابعة مدونتنا قسم ( معلومات زراعية عامة ) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق