يتبع المزارعون أسلوبًا ذكيًا في زراعة أشجار الزيتون من خلال غرس الأشجار الصغيرة بين الأشجار المعمّرة لضمان استمرارية الإنتاج وتحديث الحقول دون توقف.
مقدمة
تعكس الزراعة الناجحة مزيجًا من الفهم العميق للطبيعة والخبرة العملية المتوارثة عبر الأجيال وفي بساتين الزيتون تحديدًا يتبع المزارعون في بعض المناطق العربية أسلوبًا ذكيًا يعتمد على دمج الأشجار الصغيرة "البَكْر" بين الأشجار المعمّرة بهدف تجديد الحقول دون التضحية بالمحصول أو الدخول في فترات انقطاع للإنتاج
فلسفة الزراعة المرحلية
تقوم هذه التقنية على مبدأ زراعة الأشجار البكر في الفراغات بين الأشجار الكبيرة التي ما تزال منتجة نسبيا حيث تتيح هذه الطريقة الاستفادة القصوى من المساحات المتاحة في الأرض كما تضمن استمرار الإنتاج من الأشجار القديمة خلال فترة نمو الأشجار الجديدة التي تحتاج لسنوات قبل دخول مرحلة الإثمار
فوائد اقتصادية مباشرة
يساعد هذا الأسلوب المزارع في تجنب خسارة أي موسم زراعي حيث تبقى الأشجار الكبيرة مصدر دخل منتظم أثناء فترة التحول التدريجي في الحقل إلى إنتاج الأشجار الجديدة كما يتيح هذا النمط توزيع التكاليف الاستثمارية على مدى زمني أطول مما يقلل الضغط المالي ويساهم في استدامة العملية الإنتاجية
تجديد التربة وتنشيط الحقل
يساهم وجود الأشجار الصغيرة في تحفيز النشاط البيولوجي في التربة نتيجة لتوزيع الجذور وتنوعها العمري مما يؤدي إلى تحسين التهوية وتدوير المواد العضوية كما أن هذا الأسلوب يحد من فرص تفشي الأمراض المرتبطة بكثافة الأشجار المعمّرة
الإدارة الذكية للتقادم
مع مرور الوقت تبدأ الأشجار القديمة بفقدان قدرتها الإنتاجية نتيجة الشيخوخة أو التعرض للأمراض لذلك فإن وجود بديل جاهز للإثمار يجعل من السهل اتخاذ قرار اقتلاع الأشجار المتدهورة دون أي خسائر اقتصادية مباشرة مما يخلق دورة حياة جديدة في البستان ويجعل من التحديث الزراعي عملية مستمرة وسلسة
انسجام بين التقليد والحداثة
يعكس هذا الأسلوب رؤية متكاملة تجمع بين الخبرة التقليدية التي تحترم قيمة الشجرة الكبيرة والاستثمار الحديث في إدارة الموارد بفعالية حيث يدرك المزارع الذكي أن الاستدامة لا تعني فقط الحفاظ على ما هو موجود بل التجديد الذكي مع عدم التفريط بالثمار الحالية
تحديات وتوصيات
قد يواجه هذا الأسلوب بعض التحديات مثل التنافس على الماء والضوء بين الأشجار المعمّرة والصغيرة وهو ما يتطلب إدارة دقيقة لمستويات الري والتسميد والتقليم لضمان نجاح التجربة كما يُنصح باستخدام أصناف متقاربة في الاحتياجات الفسيولوجية لضمان توافقها في التربة ذاتها
خلاصة
إن دمج الأشجار الصغيرة بين الأشجار الكبيرة في بساتين الزيتون يُعد أسلوبًا ذكيًا ومبنيًا على فهم عميق لديناميكية نمو الأشجار وتطور الإنتاج الزراعي فهو يحافظ على وتيرة المحصول ويؤسس لمستقبل أكثر إنتاجية واستدامة ويمنح المزارع فرصة للموازنة بين الحفاظ والتجديد في آن واحد
إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"
شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة
لاتنسى متابعة مدونتنا قسم ( زراعة الزيتون ) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق