تعرف على أخطر أمراض الجذور التي تهدد نباتاتك، مسبباتها الفطرية والبكتيرية والنيماتودية، وخطة متكاملة لمكافحتها بأحدث الطرق العلمية والزراعية.
أعفان الجذور من أخطر الأمراض التي تصيب النباتات الزراعية والبستانية، إذ تؤدي إلى تدهور جذور النباتات وموتها المبكر، مما ينعكس سلبًا على الإنتاجية. وتكمن خطورة هذه الأمراض في تنوع مسبباتها وصعوبة مكافحتها إذا لم يتم اكتشافها مبكرًا. وتنقسم مسببات أعفان الجذور إلى ثلاث مجموعات رئيسية: فطرية، بكتيرية، ونيماتودية، وكل منها يظهر تحت ظروف بيئية معينة تختلف من تربة لأخرى ومن نبات لآخر.
المسببات الفطرية
تأتي في مقدمتها، مثل فطر الريزوكتونيا الذي يسبب عفن الجذر التاجي ويظهر عند ارتفاع درجات الحرارة وضعف الصرف، يليه فطر الفيوزاريوم الذي يسبب العفن الجاف في ظروف دافئة وتربة ضعيفة التهوية. أما فطر البيثيوم فيصيب البادرات والبذور في الجو البارد، بينما يظهر الفيتوفثورا في الأراضي السيئة التهوية مع الري الغزير، ويسبب تعفنًا طريًا. ولا تقل خطورة الفطريات الأخرى مثل الأسكليروتيني وفيرتيسليوم وأرميناريا، فكلها تسبب تدهورًا تدريجيًا للجذور خاصة في الأشجار.
المسببات البكتيرية
فيأتي على رأسها بكتيريا الإروينيا التي تصيب الذرة والجزر والبصل وتؤدي إلى تعفن جذري وساقي سريع، ويفضل هذا النوع من البكتيريا الظروف الحارة وسوء الصرف. وأخيرًا، تعد نيماتودا تقرح الجذور من أهم المسببات التي تفتح الطريق للفطريات والبكتيريا، خاصة في الأراضي المصابة بالملوحة أو الري السيء.
ولمواجهة هذا الخطر، يجب اتباع خطة متكاملة تشمل أربع محاور رئيسية: الممارسات الزراعية السليمة، الوقاية، المكافحة الكيماوية، والطرق البديلة. تبدأ الممارسات الزراعية بتحليل التربة والمياه والنيماتودا قبل الزراعة، مع اعتماد دورة زراعية طويلة، واستخدام كمبوست متحلل جيدًا، والاعتماد على مصادر موثوقة للشتلات والبذور. تحسين الصرف والتهوية من أهم الإجراءات الوقائية، خاصة في الأراضي الطينية الثقيلة.
الري
فيعد عاملاً حاسمًا في تقليل الإصابة، فكلما اقتربنا من الري المنتظم والمتوازن، قلت فرص اختناق الجذور. كما أن ملوحة التربة والمياه تساهم بشكل كبير في انتشار الفطريات، لذا يجب تحسين الصرف واستخدام أحماض زراعية مخففة للملوحة. بالنسبة للتسميد، فإن التوزيع على جرعات صغيرة مع الري أفضل من الإضافات الكبيرة التي تجهد الجذور وتزيد من فرص الأعفان.
في حالة وجود إصابة نيماتودية، يجب البدء أولاً بعلاج الملوحة، ثم النيماتودا باستخدام المبيدات المناسبة مثل فايديت، قبل التوجه لعلاج الفطريات. كما يمكن تبوير المناطق المصابة بحرثها وتركها معرضة للشمس والهواء لقتل بيض النيماتودا. ولا بد من استخدام مبيدات فطرية فعالة مثل: فلوديوكسانيل، ثيوفانات ميثيل، هيدروكسيد النحاس، كبريتات النحاس، برمنجنات البوتاسيوم، وغيرها حسب نوع المرض وظروف الأرض.
التعقيم المسبق للتربة
يعتبر من الوسائل المهمة في الأراضي المصابة، سواء بالتعقيم بالبخار أو بمبيدات مثل البازميد أو الفابام، أو حتى بالتعقيم الشمسي خلال أشهر الصيف.
أعفان الجذور ليست نهاية الطريق، بل إن الوعي بها والتدخل المبكر واختيار الممارسات الصحيحة والمواد المناسبة يجعل من الممكن السيطرة عليها والحد من آثارها. ومع التوجهات الحديثة في الزراعة الذكية وإدارة التربة والري، يمكن تقليل هذه المشكلات وتحقيق إنتاجية مستدامة وصحية.
إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"
شكرًا لك عزيزي القارئ على وقتك، ندعوك لمتابعة المزيد من المقالات الزراعية المتخصصة في قسم
(التغذية النباتية ) عبر مدونة خليها تخضر 🌱
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق