تعرف على أهمية غرس أصناف متنوعة من الزيتون لتحسين التلقيح وزيادة إنتاجية الأشجار بطريقة علمية ومستدامة.
مقدمة
يُعد التلقيح أحد أهم العوامل المحددة لإنتاجية أشجار الزيتون وجودة ثمارها ويعتمد نجاح هذه العملية على توفر حبوب اللقاح المناسبة في الوقت الصحيح وهذا ما يجعل من تنوع الأصناف المزروعة في الحقل الواحد أمرًا بالغ الأهمية فمن خلال الغرس المدروس لأنواع متعددة من الزيتون يمكن تحقيق تلقيح متبادل فعّال ينعكس بشكل مباشر على كمية ونوعية المحصول
أهمية التلقيح في الزيتون
شجرة الزيتون من النباتات التي تعتمد بنسبة كبيرة على التلقيح المتبادل بين الأصناف وذلك لأن معظم أصناف الزيتون عقيمة ذاتيًا أو تكون خصوبتها الذاتية منخفضة مما يعني أنها لا تستطيع إنتاج ثمار بشكل كافٍ إذا زُرعت وحدها وتكمن أهمية التلقيح المتبادل في تحسين العقد الثمري وزيادة عدد الثمار وتقليل حالات الإجهاض المبكر للثمار الصغيرة
دور الأصناف المختلفة في التلقيح المتبادل
عند غرس أصناف متعددة من الزيتون في نفس الحقل يحدث تبادل لحبوب اللقاح بين الأشجار عبر الرياح أو الحشرات مما يرفع من نسبة العقد بشكل ملحوظ ولكن هذا يتطلب اختيار أصناف تتوافق فيما بينها من حيث توقيت الإزهار وخصوبة حبوب اللقاح فعلى سبيل المثال يعتبر صنف "البيكوال" الإسباني ملقحًا جيدًا لأصناف مثل "النبالي المحسن" أو "الفرانتويو" في حين أن بعض الأصناف لا تصلح كمُلقّحات بسبب ضعف إنتاجها لحبوب اللقاح أو عدم توافق توقيت إزهارها
تحسين الإنتاجية من خلال التنوع
غرس الأصناف المتنوعة لا يقتصر فقط على تحسين التلقيح بل يسهم أيضًا في تنويع الإنتاج من حيث موعد النضج ومقاومة الأمراض والاحتياجات المناخية مما يتيح للمزارع توزيع أوقات القطاف وتقليل المخاطر الزراعية فعند حدوث موجة حر أو صقيع قد يتأثر صنف معين بينما تبقى باقي الأصناف قادرة على الإنتاج مما يضمن استقرار العائد السنوي
الشروط المثالية لغرس الأصناف المختلفة
لكي ينجح المزارع في تعزيز التلقيح والإنتاجية من خلال غرس أصناف متعددة يجب عليه الانتباه لعدة شروط أهمها اختيار أصناف متوافقة في الإزهار وغنية بحبوب اللقاح وضمان قرب المسافات بينها بحيث يتم تبادل اللقاح بفعالية ويفضل الزراعة بنمط تبادلي داخل الحقل أي كل بضعة أشجار من صنف رئيسي تليها شجرة أو اثنتان من صنف مُلقّح كما يُفضل إجراء تقييم ميداني دوري لمراقبة نسبة العقد وجودة الثمار
أصناف زيتون موصى بها للتلقيح المتبادل
من بين الأصناف المشهورة التي تستخدم للتلقيح نجد:
صنف "البيكوال" الذي يتميز بحبوب لقاحه الخصبة
وصنف "كورونيكي" اليوناني ذو الإزهار الغزير
وصنف "الفرانتويو" الذي يُعد من أفضل الملقّحات في المناطق المعتدلة
وصنف "الشملالي" في شمال إفريقيا الذي يمتاز بقدرته على تحسين العقد لأصناف أخرى
خاتمة
من خلال اعتماد مبدأ التنوع في زراعة الزيتون يمكن للمزارعين تعزيز الإنتاجية بوسائل طبيعية ومستدامة ويشكل غرس الأصناف المختلفة وسيلة فعالة لزيادة التلقيح وتحسين جودة الزيت والثمار كما أنه يساهم في تنويع الموارد الوراثية وتقليل الاعتماد على صنف واحد وهو ما يضمن استدامة الإنتاج الزراعي في ظل التحديات المناخية والاقتصادية
إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"
شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة
لاتنسى متابعة مدونتنا قسم (زراعة الزيتون) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق