تعرف على أسرار تكيف شجرة الزيتون مع حرارة الصيف وكيفية رعايتها للحصول على إنتاج وفير من الزيت عالي الجودة.
شجرة الزيتون في مواجهة حرارة الصيف
تُعد شجرة الزيتون من الأشجار المتكيفة بقوة مع الظروف المناخية القاسية، حيث تبرز قدرتها الفائقة على تحمل درجات الحرارة العالية وقلة الرطوبة في التربة تفوق حساسيتها تجاه الرطوبة الزائدة التي قد تؤدي إلى أمراض فطرية وتلف الجذور ولهذا فإن زراعة الزيتون تُعد مثالية في البيئات الحارة والجافة التي قد تعاني منها معظم النباتات الأخرى
الصيف الحار وتراكم الزيت في الثمار
الاحتياج الأساسي لشجرة الزيتون خلال فترة الصيف هو وجود صيف طويل ودافئ نسبياً لأن هذا النوع من المناخ يُساهم مباشرة في رفع نسبة تراكم الزيت داخل الثمار فكلما زادت عدد ساعات النهار المشمس وارتفعت درجات الحرارة بشكل معتدل كلما زادت نسبة الزيت وجودته داخل حبّات الزيتون وهذا ما يجعل المناطق الدافئة بيئة مثالية لإنتاج زيت زيتون بخصائص ممتازة من حيث النكهة والقيمة الغذائية
درجات الحرارة المرتفعة والتقليل من الحشرات
تلعب درجات الحرارة المرتفعة دورًا إيجابيًا آخر يتمثل في تقليل احتمالية إصابة شجرة الزيتون بالحشرات خاصة آفة ذبابة ثمار الزيتون المعروفة بأضرارها الكبيرة على الإنتاج فارتفاع الحرارة إلى مستويات معينة يقلل من نشاط هذه الحشرة وبالتالي يحافظ على سلامة الثمار ويقلل من الحاجة لاستخدام المبيدات مما يعزز من القيمة البيئية والاقتصادية للمحصول
التربية المناسبة لحماية الشجرة في الصيف
في المناطق الحارة يُفضّل تربية شجرة الزيتون على شكل كروي يساعد هذا الشكل على توزيع الظل بشكل أفضل بين الفروع ما يُقلل من تعرض الأغصان المباشرة لأشعة الشمس الحارقة التي قد تؤدي إلى ما يعرف بلفحة الشمس كما أن التربية المنخفضة على ساق قصير تعتبر من الاستراتيجيات الفعالة لأنها تحد من تعرض قاعدة الشجرة للجفاف وتُقلل من فقدان الماء عن طريق التبخر خصوصاً في ساعات الذروة
الري الذكي حسب نوع التربة وعمر الشجرة
لا توجد قاعدة ثابتة لري الزيتون في الصيف لأن الاحتياج المائي للشجرة يتغير تبعاً لعوامل عديدة مثل عمر الشجرة ونوع التربة ودرجة جفافها لذلك يُنصح بري الشجرة في الفترات الباردة من اليوم إما في الصباح الباكر أو في المساء لتقليل الفقد عن طريق التبخر يجب الانتباه إلى أن الري الزائد يُمكن أن يكون ضاراً تماماً كالجفاف لأن جذور الزيتون تحتاج إلى التهوية أكثر من الرطوبة المشبعة
امتصاص ثاني أكسيد الكربون خلال الصيف
من الجوانب البيئية الإيجابية في شجرة الزيتون أنها تواصل عملية البناء الضوئي بكفاءة عالية في الصيف حيث تعمل ثغور أوراقها على امتصاص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون خاصة في الأوقات التي تكون فيها درجات الحرارة والضوء مناسبة وهذا يعني أن الزيتون لا يخدم فقط الإنتاج الزراعي بل يساهم أيضاً في تقليل البصمة الكربونية للبيئة
مراحل نمو الثمار خلال الصيف
تبدأ ثمرة الزيتون نموها الفعلي في الصيف حيث تنقسم مراحل نمو الثمرة إلى ثلاث مراحل رئيسية تبدأ الأولى سريعًا بعد التزهير وتتميز بزيادة حجم الثمرة بشكل واضح بينما تتباطأ المرحلة الثانية بسبب تصلب النواة الذي يستهلك جزءاً كبيراً من طاقة النمو قبل أن تبدأ المرحلة الثالثة مع حلول الخريف والتي تشهد فيها الثمرة نمواً سريعاً من جديد مصحوباً بزيادة ملحوظة في محتوى الزيت والمواد الفينولية المسؤولة عن النكهة والجودة
خلاصة
شجرة الزيتون في الصيف مثال حيّ على التكيف النباتي الذكي فهي تستثمر درجات الحرارة العالية لتعزيز إنتاج الزيت وتقلل من إصابتها بالحشرات بفضل المناخ الجاف كما أن ممارسات الري والتربية المناسبة تساهم في تعزيز قدرتها على مقاومة الإجهاد البيئي وتحقيق إنتاج وفير من ثمار عالية الجودة وهذا يجعلها خياراً زراعياً مستداماً في بيئات تفتقر إلى مصادر المياه الوفيرة
إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"
شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة
لاتنسى متابعة مدونتنا قسم ( زراعة الزيتون ) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق