تعرّف على الأسباب الفسيولوجية والبيئية التي تجعل بعض حبات الطماطم تبقى خضراء بعد النضج والجني، وكيفية تجنب هذه المشكلة في الزراعة.
مقدمة
من المعتاد أن تتغير ألوان ثمار الطماطم تدريجيًا من الأخضر إلى الأحمر مع تقدمها في مراحل النضج إلا أن بعض المزارعين يلاحظون بقاء بعض الحبات خضراء جزئيًا أو كليًا حتى بعد نضج المحصول وتسويقه مما يثير التساؤلات حول أسباب هذه الظاهرة ومدى تأثيرها على جودة الإنتاج وقيمته التسويقية وتكمن أهمية هذا الموضوع في كونه يؤثر على الربحية ومصداقية المنتج الزراعي أمام المستهلك
أسباب فسيولوجية مرتبطة بالنضج
تبدأ عملية نضج الطماطم عندما يتحول لون الثمرة من الأخضر إلى الأحمر بفعل تحلل الكلوروفيل وتراكم صبغة الليكوبين وهي الصبغة الحمراء الطبيعية في الطماطم لكن في بعض الحالات تتوقف هذه العملية جزئيًا أو كليًا نتيجة اضطرابات فسيولوجية داخل الثمرة ومن أشهر هذه الاضطرابات ما يسمى بـ"النضج غير المكتمل" وهي حالة تتوقف فيها الثمرة عن إنتاج الليكوبين في بعض الأجزاء بينما يبقى الكلوروفيل في مناطق أخرى مما يجعل مظهرها غير متجانس
العوامل الوراثية وتأثير الأصناف
تلعب العوامل الوراثية دورًا مهمًا في تحديد طريقة وسرعة نضج الطماطم فبعض الأصناف تُعرف بأنها عرضة للبقاء خضراء لفترة أطول خاصة الأصناف الهجينة المعدة للتخزين طويل الأمد أو النقل التجاري حيث تم تطويرها لتكون أكثر صلابة ومقاومة لكنها قد تتأخر في إظهار اللون الأحمر الكامل كما أن هناك طفرات جينية معينة تؤثر على فعالية أنزيمات النضج ما يؤدي إلى تغير غير منتظم في اللون
الضغوط البيئية والمناخية
العوامل البيئية تلعب دورًا رئيسيًا في إعاقة اكتمال النضج من أبرز هذه العوامل درجات الحرارة المنخفضة التي تؤثر سلبًا على إنتاج الليكوبين إذ أن درجة الحرارة المثلى لنضج الطماطم تتراوح بين 20 إلى 24 درجة مئوية وفي حال تعرض النبات لدرجات حرارة أقل من 12 درجة أو أعلى من 30 درجة فإن إنتاج الليكوبين يقل أو يتوقف مما يترك الثمار خضراء حتى بعد الحصاد كما أن نقص الضوء أو تعرض النبات لظروف غير ملائمة مثل الجفاف أو الرطوبة الزائدة يمكن أن يؤثر على أداء النبات
مشاكل التغذية ونقص العناصر
العناصر الغذائية لها تأثير مباشر على نضج الطماطم إذ أن نقص عنصر البوتاسيوم على وجه الخصوص يرتبط بعدم اكتمال النضج وتبقع الثمار أو بقاء أطرافها خضراء كما أن اختلال التوازن بين العناصر الكبرى مثل النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم قد يؤدي إلى مشاكل في التمثيل الضوئي وتكوين الصبغات مما ينعكس على لون الثمار النهائي لذلك يجب على المزارع متابعة تغذية النبات بانتظام والقيام بتحاليل تربة دورية لتحديد النقص وعلاجه
تأثير توقيت الحصاد والتخزين
الحصاد المبكر قبل اكتمال النضج قد يؤدي إلى استمرار اللون الأخضر في بعض الثمار حيث تكون الثمرة قد انفصلت عن مصدر التغذية الرئيسي أي النبات مما يحد من قدرتها على استكمال النضج بشكل طبيعي كذلك فإن ظروف التخزين السيئة خاصة درجات الحرارة المنخفضة أو التهوية الضعيفة قد تؤدي إلى توقف عملية النضج ما يجعل الثمار غير جذابة للمستهلك النهائي
الوقاية والمعالجة
لتجنب بقاء الطماطم خضراء يجب اختيار أصناف مناسبة للمناخ المحلي وتكون معروفة بكفاءة النضج الكامل كما يجب الالتزام ببرنامج تسميد متوازن يراعي احتياجات النبات في كل مرحلة من مراحل النمو مع الانتباه إلى توفير الإضاءة والتهوية الجيدة في البيوت المحمية أو في أماكن التخزين بعد الحصاد ويفضل عدم التسرع في جني الثمار إلا بعد التأكد من بدء ظهور اللون الوردي أو البرتقالي والذي يدل على بدء إنتاج صبغة الليكوبين
الخلاصة
بقاء بعض حبات الطماطم خضراء رغم النضج الظاهري مشكلة متعددة الأسباب وتتعلق بعوامل وراثية وفسيولوجية وبيئية ويمكن التخفيف منها من خلال اختيار الصنف المناسب وضبط مواعيد الزراعة وتوفير التسميد الجيد وظروف بيئية مثالية لضمان نضج متكامل وجودة تسويقية عالية
إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"
شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة
لا تنسى متابعة مدونتنا قسم (فسيولوجيا الأشجار) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص
المشاركات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق