سبب تغير درجات النضج لحبات التمر في العثق الواحد ولنفس الشجرة
سبب تغير درجات النضج لحبات التمر في العثق الواحد ولنفس الشجرة؟!
يلاحظ الكثير من مزارعي النخيل أن ثمار التمر في العذق الواحد، وحتى على نفس النخلة، لا تنضج كلها في وقت واحد. بل تختلف درجات النضج من حبة إلى أخرى، فيظهر بعضها في مرحلة البسر، وأخرى قد تحولت إلى رطب أو تمر ناضج بالكامل. فما السبب وراء هذا التفاوت الغريب رغم وحدة الشجرة والعذق؟
يُعزى السبب الرئيسي إلى الاختلاف في تعرّض الثمار لأشعة الشمس والتهوية. فعادةً ما تنضج الحبات المعرّضة لأشعة الشمس المباشرة بشكل أسرع، بينما تبقى الحبات الداخلية أو المظللة أبطأ في عملية النضج. بالإضافة إلى ذلك، فإن ترتيب الحبوب داخل العذق يؤثر أيضاً؛ فالثمار الموجودة في أطراف العذق، وخاصة السفلية منها، تكون غالبًا أكثر عرضة للضوء والهواء، مما يعجّل بنضجها.
العوامل الوراثية للصنف المزروع تلعب دورًا مهمًا كذلك. فبعض الأصناف بطبيعتها تمر بمراحل نضج غير متزامنة، وهو أمر طبيعي ومقبول زراعيًا. كما أن التغذية المائية والعضوية للنخلة تؤثر على انتظام عملية النضج، فقلة العناصر الغذائية أو نقص الري في مرحلة معينة قد يؤدي إلى تفاوت واضح في تطور الثمار.
إضافةً لذلك، تؤثر درجات الحرارة والرطوبة الجوية في سرعة التحول من البسر إلى الرطب، ومع تباين الأجواء اليومية أو وجود فوارق في التهوية بين أجزاء النخلة، يصبح النضج غير متوازن.
ولحل هذه المشكلة أو التخفيف منها، يُنصح المزارعون بـتعريض العذوق للضوء بطرق بسيطة كالتقليم المناسب للسعف حول الثمار، أو التقويس والتسليق الجيد للعذوق بما يسمح بتهويتها. ويمكن أيضًا جني الثمار الناضجة تدريجيًا (اللقاط)، مما يحسّن من جودة المحصول النهائي.
باختصار، اختلاف نضج التمر داخل العذق الواحد هو ظاهرة طبيعية ناتجة عن عوامل بيئية ووراثية يمكن إدارتها لتحسين الإنتاج والجودة.
شكرا للقراءة
د علي عبدالله
مهندس زراعي اقدم

ليست هناك تعليقات: